Copyright © Ahmed E. Souaiaia. All rights reserved.. Theme images by MichaelJay. Powered by Blogger.
Showing posts with label Poetry. Show all posts
Showing posts with label Poetry. Show all posts

إذا الشعب يوما أراد الحياة

 

                            إذا الشعب يوما أراد الحياة 
لـ أبو القاسم الشابي



إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ            فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ

ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي                   ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ

ومَن لم يعانقْهُ شَوْقُ الحياةِ             تَبَخَّرَ في جَوِّها واندَثَرْ

فويلٌ لمَنْ لم تَشُقْهُ الحياةُ               من صَفْعَةِ العَدَمِ المنتصرْ

كذلك قالتْ ليَ الكائناتُ              وحدَّثَني روحُها المُستَتِرْ

ودَمْدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجاجِ          وفوقَ الجبالِ وتحتَ الشَّجرْ

إِذا مَا طَمحْتُ إلى غايةٍ              رَكِبتُ المنى ونَسيتُ الحَذرْ

ولم أتجنَّبْ وُعورَ الشِّعابِ           ولا كُبَّةَ اللَّهَبِ المُستَعِرْ

ومن لا يحبُّ صُعودَ الجبالِ       يَعِشْ أبَدَ الدَّهرِ بَيْنَ الحُفَرْ

فَعَجَّتْ بقلبي دماءُ الشَّبابِ        وضجَّت بصدري رياحٌ أُخَرْ

وأطرقتُ أُصغي لقصفِ الرُّعودِ      وعزفِ الرّياحِ وَوَقْعِ المَطَرْ

وقالتْ ليَ الأَرضُ لما سألتُ           أيا أمُّ هل تكرهينَ البَشَرْ

أُباركُ في النَّاسِ أهلَ الطُّموحِ       ومَن يَسْتَلِذُّ ركوبَ الخطرْ

وأَلعنُ مَنْ لا يماشي الزَّمانَ         ويقنعُ بالعيشِ عيشِ الحجرْ

هو الكونُ حيٌّ يحبُّ الحَيَاةَ         ويحتقرُ الميْتَ مهما كَبُرْ

فلا الأُفقُ يَحْضُنُ ميتَ الطُّيورِ     ولا النَّحْلُ يلثِمُ ميْتَ الزَّهَرْ

ولولا أُمومَةُ قلبي الرَّؤومُ لمَا      ضمَّتِ الميْتَ تِلْكَ الحُفَرْ

فويلٌ لمنْ لم تَشُقْهُ الحَيَاةُ        منْ لعنةِ العَدَمِ المنتصرْ

وفي ليلةٍ مِنْ ليالي الخريفِ     متقَّلةٍ بالأَسى والضَّجَرْ

سَكرتُ بها مِنْ ضياءِ النُّجومِ     وغنَّيْتُ للحُزْنِ حتَّى سَكِرْ

سألتُ الدُّجى هل تُعيدُ الحَيَاةُ      لما أذبلته ربيعَ العُمُرْ

فلم تَتَكَلَّمْ شِفاهُ الظَّلامِ ولمْ        تترنَّمْ عَذارَى السَّحَرْ

وقال ليَ الغابُ في رقَّةٍ        محبَّبَةٍ مثلَ خفْقِ الوترْ

يجيءُ الشِّتاءُ شتاءُ الضَّبابِ    شتاءُ الثّلوجِ شتاءُ المطرْ

فينطفئُ السِّحْرُ سحرُ الغُصونِ      وسحرُ الزُّهورِ وسحرُ الثَّمَرْ

وسحْرُ السَّماءِ الشَّجيّ الوديعُ     وسحْرُ المروجِ الشهيّ العَطِرْ

وتهوي الغُصونُ وأوراقُها      وأَزهارُ عهدٍ حبيبٍ نَضِرْ

وتلهو بها الرِّيحُ في كلِّ وادٍ    ويدفنها السَّيلُ أَنَّى عَبَرْ

ويفنى الجميعُ كحلْمٍ بديعٍ       تأَلَّقَ في مهجةٍ واندَثَرْ

وتبقَى البُذورُ التي حُمِّلَتْ      ذخيرَةَ عُمْرٍ جميلٍ غَبَرْ

وذكرى فصولٍ ورؤيا حَياةٍ     وأَشباحَ دنيا تلاشتْ زُمَرْ

معانِقَةً وهي تحتَ الضَّبابِ       وتحتَ الثُّلوجِ وتحتَ المَدَرْ

لِطَيْفِ الحَيَاة الَّذي لا يُملُّ     وقلبُ الرَّبيعِ الشذيِّ الخضِرْ

وحالِمةً بأغاني الطُّيورِ    وعِطْرِ الزُّهورِ وطَعْمِ الثَّمَرْ

ويمشي الزَّمانُ فتنمو صروفٌ     وتذوي صروفٌ وتحيا أُخَرْ

وتَصبِحُ أَحلامَها يقْظةً     موَشَّحةً بغموضِ السَّحَرْ

تُسائِلُ أَيْنَ ضَبابُ الصَّباحِ     وسِحْرُ المساءِ وضوءُ القَمَرْ

وأَسرابُ ذاكَ الفَراشِ الأَنيقِ     ونَحْلٌ يُغنِّي وغيمٌ يَمُرْ

وأَينَ الأَشعَّةُ والكائناتُ     وأَينَ الحَيَاةُ التي أَنْتَظِرْ

ظمِئْتُ إلى النُّورِ فوقَ الغصونِ     ظمِئْتُ إلى الظِّلِّ تحتَ الشَّجَرْ

ظمِئْتُ إلى النَّبْعِ بَيْنَ المروج     يغنِّي ويرقصُ فوقَ الزَّهَرْ

ظمِئْتُ إلى نَغَماتِ الطُّيورِ       وهَمْسِ النَّسيمِ ولحنِ المَطَرْ

ظمِئْتُ إلى الكونِ أَيْنَ الوجودُ     وأَنَّى أَرى العالَمَ المنتظَرْ

هُو الكونُ خلف سُبَاتِ الجُمودِ     وفي أُفقِ اليَقظاتِ الكُبَرْ

وما هو إلاَّ كَخَفْقِ الجناحِ       حتَّى نما شوقُها وانتصَرْ

فصدَّعَتِ الأَرضُ من فوقها     وأَبْصرتِ الكونَ عذبَ الصُّوَرْ

وجاءَ الرَّبيعُ بأَنغامهِ     وأَحلامِهِ وصِباهُ العَطِرْ

وقبَّلها قُبَلاً في الشِّفاهِ      تُعيدُ الشَّبابَ الَّذي قدْ غَبَرْ

وقال لها قدْ مُنِحْتِ الحَيَاةَ      وخُلِّدْتِ في نَسْلِكِ المدَّخَرْ

وباركَكِ النُّورُ فاستقبلي      شَبابَ الحَيَاةِ وخصْبَ العُمُرْ

ومن تَعْبُدُ النُّورَ أَحلامهُ      يُبارِكُهُ النُّورُ أَنَّى ظَهَرْ

إليكِ الفضاءَ إليكِ الضِّياءَ      إليكِ الثَّرى الحالمَ المزدهر

إليكِ الجمالُ الَّذي لا يَبيدُ      إليكِ الوُجُودَ الرَّحيبَ النَّضِرْ

فميدي كما شئتِ فوقَ الحقولِ      بحُلْوِ الثِّمارِ وغضِّ الزَّهَرْ

وناجي النَّسيمَ وناجي الغيومَ      وناجي النُّجومَ وناجي القَمَرْ

وناجي الحياة وأشواقها      وضنة هذا الوجود الأغر

وشفَّ الدُّجى عن جمالٍ عميقٍ      يُشِبُّ الخيالَ ويُذكي الفِكَرْ

ومُدَّ على الكونِ سحرٌ غريبٌ      يصرّفُهُ ساحرٌ مقتدِرْ

وضاءَتْ شموعُ النُّجُومِ الوِضَاءِ      وضاعَ البَخُورُ بَخُورُ الزَّهَرْ

ورَفْرَفَ روحٌ غريبُ الجمال        بأَجنحةٍ من ضياءِ القَمَرْ

وَرَنَّ نشيدُ الحَيَاةِ المقدَّس       في هيكلٍ حالِمٍ قدْ سُحِرْ

وأُعْلِنَ في الكونِ أنَّ الطّموحَ      لهيبُ الحَيَاةِ ورُوحُ الظَّفَرْ

إِذا طَمَحَتْ للحَياةِ النُّفوسُ      فلا بُدَّ أنْ يستجيبَ القَدَرْ


لا يَحمِلُ الحِقدَ مَن تَعلو بِهِ الرُتَبُ...

 

لا يَحمِلُ الحِقدَ مَن تَعلو بِهِ الرُتَبُ

 لعنترة بن شداد

.


لا يَحمِلُ الحِقدَ مَن تَعلو بِهِ الرُتَبُ  *****  وَلا يَنالُ العُلا مَن طَبعُهُ الغَضَبُ

وَمَن يِكُن عَبدَ قَومٍ لا يُخالِفُهُم ***** إِذا جَفوهُ وَيَستَرضي إِذا عَتَبوا

قَد كُنتُ فيما مَضى أَرعى جِمالَهُمُ  *****  وَاليَومَ أَحمي حِماهُم كُلَّما نُكِبوا

لِلَّهِ دَرُّ بَني عَبسٍ لَقَد نَسَلوا *****   مِنَ الأَكارِمِ ما قَد تَنسُلُ العَرَبُ

لَئِن يَعيبوا سَوادي فَهوَ لي نَسَبٌ *****  يَومَ النِزالِ إِذا ما فاتَني النَسَبُ

إِن كُنتَ تَعلَمُ يا نُعمانُ أَنَّ يَدي *****  قَصيرَةٌ عَنكَ فَالأَيّامُ تَنقَلِبُ

اليَومَ تَعلَمُ يا نُعمانُ أَيَّ فَتىً  *****   يَلقى أَخاكَ الَّذي قَد غَرَّهُ العُصَبُ

إِنَّ الأَفاعي وَإِن لانَت مَلامِسُها  *****  عِندَ التَقَلُّبِ في أَنيابِها العَطَبُ

فَتىً يَخوضُ غِمارَ الحَربِ مُبتَسِماً *****   وَيَنثَني وَسِنانُ الرُمحِ مُختَضِبُ

إِن سَلَّ صارِمَهُ سالَت مَضارِبُهُ  *****   وَأَشرَقَ الجَوُّ وَاِنشَقَّت لَهُ الحُجُبُ

وَالخَيلُ تَشهَدُ لي أَنّي أكَفْكِفُهَا  *****   وَالطَعنُ مِثلُ شَرارِ النارِ يَلتَهِبُ

إِذا اِلتَقَيتَ الأَعادي يَومَ مَعرَكَةٍ *****  تَرَكتُ جَمعَهُمُ المَغرورَ يُنتَهَبُ

لِيَ النُفوسُ وَلِلطَيرِ اللُحومُ *****   وَلِلوَحشِ العِظامُ وَلِلخَيّالَةِ السَلَبُ

لا أَبعَدَ اللَهُ عَن عَيني غَطارِفَةً *****  إِنساً إِذا نَزَلوا جِنّاً إِذا رَكِبوا

أُسودُ غابٍ وَلَكِن لا نُيوبَ لَهُم  *****   إِلّا الأَسِنَّةُ وَالهِندِيَّةُ القُضُبُ

تَحدو بِهِم أَعوَجِيّاتٌ مُضَمَّرَةٌ  *****  مِثلُ السَراحينِ في أَعناقِها القَبَبُ

ما زِلتُ أَلقى صُدورَ الخَيلِ مُندَفِق   *****بِالطَعنِ حَتّى يَضِجَّ السَرجُ وَاللَبَبُ

فَالعُميُ لَو كانَ في أَجفانِهِم نَظَرو*****   وَالخُرسُ لَو كانَ في أَفواهِهِم خَطَبوا

وَالنَقعُ يَومَ طِرادَ الخَيلِ يَشهَدُ لي  *****وَالضَربُ وَالطَعنُ وَالأَقلامُ وَالكُتُبُ


Arabic Poetry

 

دع الأيام تفعل ما تشاء

 

أبو الطيب المتنبي: "الخيل والليل والبيداء تعرفني"

 

Classical Arabic Poetry

 

  • Poetry


Arabic Poetry

 

سمراء

 

سمراء

سمراءَ رقّي للعليلِ الباكي
وترفّقي بفتىً مناهُ رضاكِ
ما نامَ وجداً تجاسرَتْ عيناهُ
بينَ المروجِ فغازلتْ عيناكِ
أضناهُ وجدٌ دائمٌ وصبابةٌ
وتسهّدٌ وتوَثُّــبًٌ لخَطاكِ
أَتخادعيهِ وتُخْلِفِي ميعادَهُ
وتعذّبين مدلّهاً ... بهواكِ
وهو الذي باتَ اللّيالي باكياً
يرعى النّجومَ لعلّه يلقاكِ

سمراءَ عُودي واذْكُرِي ميثاقـَنَا
بينَ الخمائلِ والعيونُ بَواكي
بينَ المروجِ على الغديرِ تعلّقتْ
عَيْنِي بعينِكِ والفؤادُ طَوَاكِ
وتساءَلَتْ عيناكِ بعدَ تغيُّّبِ
أنَسِيتَ عَهْدِي أيّها المُتباكي
لا والّذي فطرَ القلوبَ على الهَوى
أنا مَا نَسيتُ ... ولا سَلَوْتُ هواكِ
لكنّ قلبي والفؤادُ ومُهْجَتِي
أُسرى لديكِ فأكرمي أُسراكِ
سأظلُّ في محرابِ حُبّكِ ناسكاً
متعبداً مستسلماً لقضاكِ