لا يَحمِلُ الحِقدَ مَن تَعلو بِهِ الرُتَبُ
لعنترة بن شداد
.
لا يَحمِلُ الحِقدَ مَن تَعلو بِهِ الرُتَبُ *****
وَلا يَنالُ العُلا مَن طَبعُهُ الغَضَبُ
وَمَن يِكُن عَبدَ قَومٍ لا يُخالِفُهُم *****
إِذا جَفوهُ وَيَستَرضي إِذا عَتَبوا
قَد كُنتُ فيما مَضى أَرعى جِمالَهُمُ *****
وَاليَومَ أَحمي حِماهُم كُلَّما نُكِبوا
لِلَّهِ دَرُّ بَني عَبسٍ لَقَد نَسَلوا
***** مِنَ الأَكارِمِ ما قَد تَنسُلُ
العَرَبُ
لَئِن يَعيبوا سَوادي فَهوَ لي نَسَبٌ ***** يَومَ النِزالِ إِذا ما فاتَني النَسَبُ
إِن كُنتَ تَعلَمُ يا نُعمانُ أَنَّ يَدي
***** قَصيرَةٌ عَنكَ فَالأَيّامُ
تَنقَلِبُ
اليَومَ تَعلَمُ يا نُعمانُ أَيَّ فَتىً *****
يَلقى أَخاكَ الَّذي قَد غَرَّهُ العُصَبُ
إِنَّ الأَفاعي وَإِن لانَت مَلامِسُها *****
عِندَ التَقَلُّبِ في أَنيابِها العَطَبُ
فَتىً يَخوضُ غِمارَ الحَربِ مُبتَسِماً
***** وَيَنثَني وَسِنانُ الرُمحِ
مُختَضِبُ
إِن سَلَّ صارِمَهُ سالَت مَضارِبُهُ *****
وَأَشرَقَ الجَوُّ وَاِنشَقَّت لَهُ الحُجُبُ
وَالخَيلُ تَشهَدُ لي أَنّي أكَفْكِفُهَا *****
وَالطَعنُ مِثلُ شَرارِ النارِ يَلتَهِبُ
إِذا اِلتَقَيتَ الأَعادي يَومَ مَعرَكَةٍ
***** تَرَكتُ جَمعَهُمُ المَغرورَ
يُنتَهَبُ
لِيَ النُفوسُ وَلِلطَيرِ اللُحومُ ***** وَلِلوَحشِ العِظامُ وَلِلخَيّالَةِ السَلَبُ
لا أَبعَدَ اللَهُ عَن عَيني غَطارِفَةً
***** إِنساً إِذا نَزَلوا جِنّاً إِذا
رَكِبوا
أُسودُ غابٍ وَلَكِن لا نُيوبَ لَهُم *****
إِلّا الأَسِنَّةُ وَالهِندِيَّةُ القُضُبُ
تَحدو بِهِم أَعوَجِيّاتٌ مُضَمَّرَةٌ *****
مِثلُ السَراحينِ في أَعناقِها القَبَبُ
ما زِلتُ أَلقى صُدورَ الخَيلِ مُندَفِق *****بِالطَعنِ حَتّى يَضِجَّ السَرجُ
وَاللَبَبُ
فَالعُميُ لَو كانَ في أَجفانِهِم
نَظَرو***** وَالخُرسُ لَو كانَ في
أَفواهِهِم خَطَبوا
وَالنَقعُ يَومَ طِرادَ الخَيلِ يَشهَدُ لي *****وَالضَربُ وَالطَعنُ وَالأَقلامُ
وَالكُتُبُ